يعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، وهو من الأمراض التي تؤثر بشكل مباشر على الأوعية الدموية بالجسم، ويتسبب هذا للأسف في مشاكل مختلفة لأعضاء الجسم.
لتجنب هذه المضاعفات هناك طريقة واحدة، وهي تنظيم نسبة السكر في الدم للوصول للمستوى الطبيعي أو قريبًا منه، ويتم ذلك عن طريق ثلاث محاور أساسية نذكرها على الترتيب بحسب الأهمية والتأثير:
أولًا: عمل نظام غذائي محكم عن طريق أخصائي التغذية العلاجية، وتعتبر هذه أول خطوة لأنها الخطوة الوقائية اللي نستطيع من خلالها تجنب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وطبعا من ركائزها الأساسية تنظيم أكل السكريات والنشويات، ويشتمل ذلك على كل ما هو مصنوع من الدقيق الأبيض مثل الخبز والمكرونة. وهناك حالات كثيرة نعرفها شفيت بمجرد اتباع نظام غذائي صحيح.
ثانيًا: ممارسة الرياضة بشكل يومي منتظم، ونقصد هنا تمارين “الكارديو” التي تعمل على تسريع الدورة الدموية وضربات القلب. فتنظيم الأكل ولعب الرياضة بشكل منتظم يؤديان لتخفيض الوزن وبالتالي تحسن مقاومة الإنسولين وتحسن الاستجابة للعلاج. مع العلم أن التوصية بممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة يوميًّا صار يتم كتابتها كجزء مهم من العلاج.
ثالثًا: الانتظام على دواء السكر المناسب للحالة ومتابعة تأثيره مع الطبيب المعالج، وهذه خطوة سهلة لو التزمنا بالخطوتين السابقتين.
أما فيما يتعلق بسؤالنا عن أعراض اعتلال الشبكية السكري وهل يمكن العلاج منها؟
فشبكية العين هي عبارة عن غشاء عصبي مبطن لكرة العين من الداخل متكون من مستقبلات ضوئية، ألياف عصبية وأوعية دموية.
وظيفة الشبكية هي استقبال الصورة (شعاع ضوئي) عن طريق المستقبلات الضوئية (Photoreceptors) ونقلها للعصب البصري من خلال الحزم والألياف العصبية ثم إلى مركز الإبصار بالجزء الخلفي من الدماغ لترجمتها لصورة مرئية.
أعراض اعتلال الشبكية السكري:
وظيفة الأوعية الدموية هي تغذية الشبكية، ومرض السكري كما ذكرنا يؤثر بشكل مباشر على جُدُر الأوعية الدموية مما يؤدي إلى إضعافها.
ثم رشح سوائل من الدم بالشبكية (ارتشاح شبكي سكري) وهذا يؤثر على الرؤية الأساسية المركزية بشكل أساسي لو حدث بمركز الإبصار بالشبكية.
ثم أخيرًا يحدث ضيق وانسداد بالأوعية الدموية مما يؤدي إلى:
– قصور في الدورة الدموية الشبكية (تدهور شديد في حدة الإبصار وكذلك نزيف بسطح الشبكية ثم بالسائل الزجاجي الذي يملأ تجويف العين).
– هبوط حاد ومفاجئ في حدة الإبصار بالعين المصابة.
أحدث علاج اعتلال الشبكية السكري وجلسات أرجون ليزر:
كما تقدم فإن الطريقة الوحيدة لتجنب السيناريوهات السابقة هي تنظيم نسبة السكر بالدم باستمرار عن طريق الثلاثة محاور الأساسية السابق ذكرها، مع الوضع في الاعتبار أن المضاعفات المذكورة تحدث نتيجة تأثير تراكمي عبر السنين من ارتفاع السكر بالدم.
لذا، فإن أحسن طريقة لمعرفة مدى احتمالية تأثر شبكية العين بالسكر هي قياس السكر التراكمي المعروف بتحليل Hb A1 c.
لو تسبب مرض السكري في حدوث شبكية سكرية، فإن العلاج يكون على حسب مرحلة الارتشاح السكري وقصور الدورة الدموية، ابتداءً بجلسات الأرجون ليزر للشبكية، مرورا بالحقن الدوائي لعلاج ارتشاح مركز الإبصار، وانتهاءً بالتدخل الجراحي لاستئصال السائل الزجاجي وإزالة التلفيات والأغشية، وعمل ليزر داخلي وحقن زيت سيليكون.