سبب المياه البيضاء في العين
المياه البيضاء Cataract من أمراض العيون الشهيرة التي تؤثر سلبياً على حدة إبصار المريض، وهي عبارة عن تغير بروتينات عدسة العين البلورية من بروتينات شفافة تسمح بمرور الشعاع الضوئي لشبكية العين للتمكن من رؤية الصورة بوضوح إلى بروتينات معتمة لا تسمح بمرور الضوء بكفاءة وبالتالي عدم رؤية الصورة بوضوح، وهذا التغير يعرف باسم المياه البيضاء نظراً لأن عدسة العين تتحول للون الأبيض مع الإعتام.
علامات المياه البيضاء بالعين
أشهر أعراض المياه البيضاء هي:
الرؤية الضبابية، مع انخفاض تدريجي في حدة وجَودة الإبصار، بهتان في الألوان.
لا بد أن يزداد اشتباه المريض في المياه البيضاء إذا كان تعرض لأحد أسبابها، وأشهرها:
١- تقدم السن.
٢- مرض السكري.
٣- استخدام قطرات كورتيزون لمدة طويلة او حتى علاج كورتيزون بالفم أو بالحقن.
٤- حدوث التهابات قزحية مزمنة.
٥- التعرض لصدمة بالعين.
٦- حدوث مشاكل في الحمل، وذلك في حالة المياه البيضاء الخلقية (في الجنين).
علاج المياه البيضاء:
يتم عن طريق إزالتها بالموجات فوق الصوتية مع زرع عدسة لينة داخل العين.
علاج المياه البيضاء في العين بدون جراحة:
هل يمكن علاج المياه البيضاء بالأدوية؟
هل يوجد قطرة لعلاج المياه البيضاء؟
ليس هناك علاج للمياه البيضاء في العالم كله بالأدوية، لا إزالتها، ولا حتى لتوقيف تطورها وازدياد كثافتها، والعلاج الوحيد كما ذكرنا إزالتها بالموجات فوق الصوتية مع زرع عدسة لينة.
هل يمكن أن أستغني بلبس النظارة عن إجراء عملية المياه البيضاء؟
المياه البيضاء كما ذكرنا هي عتامة بعدسة العين الداخلية فبالتالي لا يمكن تجاوز هذه العتامة بالنظارة الطبية، بل عادة ما يأتي مريض المياه البيضاء يشتكي من تغيير النظارة بشكل متكرر في الفترة الأخيرة بدون جدوى، وهذه من العلامات التشخيصية.
هل يفضل ترك المياه البيضاء في العين وعدم إزالتها حتى تصل لدرجة معينة من التكثف، ثم إزالتها؟
مع تطور تقنية إزالة المياه البيضاء بالموجات فوق الصوتية، أصبح إزالتها مبكراً أسهل وأقل عرضه للمضاعفات من تركها حتى تتكثف بالعين، لأنها كلما تكثفت ازدادت صلابة وبالتالي تحتاج لجرعة أكبر من الموجات فوق الصوتية مما يؤثر بالسلب على أنسجة العين.
عملية المياة البيضاء وزرع عدسة:
هل يمكن إجراء عملية المياه البيضاء بدون زرع عدسة؟
لا يمكن إجراء العملية بدون زرع عدسة وإلا لن يتمكن المريض من الرؤية بشكل مُرْضٍ بعد العملية، حيث أن عدسة العين التي يحدث بها المياه البيضاء مسؤولة عن ١٨ درجة من القوة الانكسارية للعين، فمع إزالة المياه البيضاء يتم إزالة هذه القوة، فلا بد من تعويضها بعدسة أخرى صناعية، وإلا سيضطر المريض لارتداء نظارة سميكة جدا بعد العملية بجودة إبصار سيئة جداً، وهذا طبعاً انتهى تماما من العالم بعد ظهور زراعة العدسات في العقود الأخيرة.
ماذا يفعل المريض بعد عملية المياه البيضاء؟
هل سأحتاج لنظارة بعد عملية المياه البيضاء؟
متى يستقر النظر بعد عملية المياه البيضاء؟
غالباً لا يحتاج المريض لنظارة في المسافات البعيدة وأحيانا يحتاج لنظارة بسيطة أوقات التركيز البصري فقط (كمتابعة ترجمة مثلاً على شاشة التليفزيون) وعادة يحتاج المريض إلى نظارة للقراءة إلا إذا تم زراعة عدسة متعددة البؤر، وذلك ما يتم مناقشته مع المريض قبل العملية.
هل عملية المياه البيضاء آمنة ونتيجتها مضمونة؟
الآثار الجانبية بعد عملية المياه البيضاء:
دائماً نقول أن للحصول على أعلى نسبة أمان ونجاح لكل التدخلات الجراحية لا بد من اتباع خطوات معينة أو المرور في محطات معينة يكمل بعضها بعضاً للوصول في النهاية للنتيجة المرجوة.
ودائماً يبدأ نجاح أي تدخل جراحي من العيادة الطبية قبل غرفة العمليات، حيث يتم التشخيص واتخاذ القرار على النحو التالي:
أولاً: سماع شكوى المريض ومعرفة تاريخه المرضي وتحديد احتياجاته البصرية من خلال معرفة وظيفته وأنشطته اليومية وعمره، وهذا مهم جدا في مناقشة نوع العدسة التي يتم زرعها للمريض (أحادية البؤرة – متعددة البؤر – انكسارية).
وتحديد سبب حدوث المياه البيضاء وبالتالي شرح التفاصيل للمريض ونصيحته بشأن هذه الأسباب؛ كتنظيم السكر بالدم في حالة مرض السكري، أو توقيف علاج الكورتيزون أو تبديله بآخر إن أمكن ذلك، وكذلك معرفة ما إذا كان المريض يعاني من أي مشاكل صحية قد تعوق نومه على الظَهر أثناء العملية، أو إصابته بالكحة والتي تؤثر بالسلب أثناء الجراحة، أو انتظامه على أدوية سيولة الدم والتي يتم وقفها مؤقتاً لأنها قد تؤثر سلبيً على التخدير الموضعي.
ثانياً: فحص المريض لمعرفة نوع المياه البيضاء ودرجة تكثفها، ومعرفة حدة الإبصار ومقارنتها بدرجة كثافة المياه البيضاء لمعرفة ما إذا كانت المياه البيضاء هي السبب الوحيد في تدهور حدة الإبصار أم أن هناك أسباب أخرى، والتي يتم تحديدها بفحص قاع العين وتقييم وظائف العصب البصري فمثلاً:
إذا كان المريض يعاني من ارتفاع في ضغط العين فلا بد من التأكد من تنظيمه قبل العملية، وكذلك التأكد من وظائف العصب البصري لإمكانية التوقع بنتيجة العملية وشرحها للمريض، وأحيانا يستبعد المريض تماما من إجراء الجراحة للضعف الشديد في وظائف العصب البصري مما يؤدي إلى عدم الاستفادة من إزالة المياه البيضاء أصلاً، أو احتياج المريض لتدخل مصاحب لتخفيض ضغط العين مع إزالة المياه البيضاء.
أو كان المريض يعاني من السكري، فلا بد من تنظيم السكر بالدم والتأكد من حالة الشبكية ووظائف مركز الإبصار للتمكن من شرح نتيجة العملية المتوقعة للمريض، إذ أنه في حالة وجود ارتشاح سكري بمركز الإبصار فذلك يقلل من نسبة نجاح العملية، ويحتمل أن يحتاج المريض لعمل إجراء آخر مع إزالة المياه البيضاء لتحسين النتيجة كالحقن الدوائي مثلاً، مع وضع خطة لاستكمال علاج الشبكية السكرية بعد العملية (كعمل جلسات ليزر) وأحيانا قبلها.
بعد اتخاذ قرار الجراحة وشرح تفاصيل العملية والنتيجة المتوقعة للمريض، نبدأ خطوات الإعداد لعملية المياه البيضاء:
• مقاس العدسة: وهو يعتبر من أهم الخطوات التي نقوم بها في هذا التدخل، لأنه يؤثر تأثيراً مباشراً على حدة الإبصار بعد العملية، ويعتمد على حداثة الجهاز وخبرة المتخصص في إجراء الفحص، ثم خبرة الطبيب في اختيار المقاس المناسب ونوع العدسة المناسبة لكل مريض.
• فحوصات قبل العملية: للاطمئنان على نسبة السكر بالدم، وضغط الدم، وفيروس سي.
• دخول غرفة العمليات وتخدير العين تخديراً موضعياً عن طريق استشاري التخدير، و هو عبارة عن تخدير العين فقط وهو تخدير ليس فيه أي ألم، ويجنبنا التخدير الكلي والذي لا نحتاجه في مثل هذا التدخل.
• تعقيم العين والآلات بأحدث الأجهزة.
• استخدام أحدث جهاز للموجات فوق الصوتية في إزالة المياه البيضاء، مع خبرة الجراح.
• زراعة أحدث أنواع العدسات.
• اتباع التعليمات والانتظام على القطرات بعد العملية كما يصفها الطبيب.
إذا تم اتباع الخطوات السابقة، سيحصل المريض -بإذن الله- على النتيجة المُرْضية له، من حيث حدة وجودة الإبصار، وكذلك سرعة الاستشفاء بعد العملية.
